top of page

مرافقة عاطفية - نفسية للعائلات الثكلى

الحداد هو سيرورة نفسية، شخصية وطبيعية بعد تجربة الفقدان, تختلف طرق الحداد من شخص لآخر، ومن ثقافة لأخرى. عموما، تشمل هذه الطقوس الشعور بالفقدان، والذي يتمثل بالشعور بالفقد والاشتياق للشخص المفقود. لكلٍّ منا طريقته الخاصة للتعبير عن حزنه وحداده، وليست هنالك طريقة "طبيعية" أو صحيحة للحداد. 

 من الممكن أن يشعر الأشخاص الذين مروا بتجربة الفقدان بمشاعر كثيرة متنوعة – هنالك من يشعرون بالحزن، آخرون يشعرون بالفراغ أو فقدان قيمة الحياة ومعناها، الغضب، الوحدة، الذنب، العجز وغيرها. يشعر الكثير من الناس بأحاسيس جسدية مثل مختلف أنواع الألم، الأرق، فقدان الشهية وغيرها. 

من المهم أن نتذكر أن أي شعور هو شعور شرعي، وله مكان في سيرورة الحداد. الحداد هو سيرورة طبيعية تتيح للأقارب إمكانية الوداع العاطفي، التغلب على الأزمة الوجودية المصحوبة بالشعور بالفراغ، أخذ استراحة من سباق الحياة واكتساب طاقات متجددة استعدادا لما هو آتٍ. 

أحيانا، يحتاج الشخص الموجود في حالة من الحداد إلى الدعم من عائلته، أصدقائه، أو من مختص مهني. من الممكن أن يكون الدعم أولياً وقصيرا، أو طويل المدى. 

يبدأ دعم الأشخاص الذين مروا بتجربة الفقدان من المقولة البسيطة: أنا معك. 

هنالك أشخاص يرغبون بالتحدث، بالكلام عن الشخص المتوفى وعن مشاعرهم في أعقاب فقدانه. إنهم يحتاجون إلى شخص يصغي إليهم، يساعدهم في توفير الوقت والمكان ويتيح لأنفسهم حيزا للحداد. 

بإمكان مقدم الرعاية أن يوفر للشخص الموجود في حداد، معلومات عن الحداد والتأقلم. من شانه أن يشجعه على الشعور بالتواصل والتصالح مع الذات والفقدان، واكتساب تقنيات للتحكم بالمشاعر، تشجيعه على إنشاء علاقات قريبة وتوفر الاكتفاء الذاتي مع أفراد العائلة والأصدقاء، أن يمنحه فرصة لمشاركة القصص والحكايات عن الشخص العزيز وعن وفاته، الحفاظ على الذكريات وتخليدها. 

من خلال العلاج، تتاح الإمكانية أمام الشخص الموجود في حداد للتعرف على طرق للمواجهة وإعادة التأهيل الذاتي، من خلال التعاطف، التطبيع واحتواء المشاعر، التوجيه والتشجيع. تساعد هذه الأدوات الشخص الثاكل على إيجاد المعنى للحياة بعد الفقدان واستعادة الأمل في الاستمرار. 

في زمن الكورونا، عندما يكون الجميع معزولين في منازلهم ويغيب الدعم الطبيعي الاجتماعي والعائلي، يكون الدعم العاطفي النفسي الذي يقدّمه مختص مهني بالغ الأهمية.

 نحن نقترب من عيد الفصح، وشهر رمضان وعيد الفطر, وهي مناسبات تخلق – في الأيام العادية – حالة من التواصل بين أفراد العائلة، ويزداد معها ألم العائلات الثاكلة لما ألمَ بها من مصاب فقدان عزيز. 

للتخفيف من وطأة الألم ندعوكم للاستعانة بأحد مستشارينا/ مستشاراتنا، دون أي مقابل.

bottom of page